اسم الكتاب : فرانكشتاين في بغداد
اسم الكاتب أحمد سعداوي
عدد الصفحات 352
· تحكي هذه الرواية الحاصلة على جائزة البوكر العربية للقائمة القصيرة (2014) قصة هادي العتّاك ( الكلاوجي) بائع العاديات في حي شعبي في بغداد و الذي يقوم بتلصيق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات و يخيطها على شكل جسد جديد تحل فيه لاحقاً روح لا جسد لها،
لينهض كائناً من جديد، يسميه هادي ( الشِسْمَه) و تسميه السلطات (المجرم اكس) و يسميه آخرون ( فرانكشتاين ) يقوم هذا الكائن بقيادة حملة انتقام من كل من ساهم في قتله أو على الأصح من قتل الأجزاء المكونة له .
تتداخل مصائر الشخصيات
العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد و أحيائها، و تحدث تحولات حاسمة
وصولاً إلى النهايات المفاجئة التي لم يتوقعها أحد.
· تأخذ الرواية أبعاداً أكبر مما قد يوحيه إليك العنوان أو القصة بشكلها العام السطحي إذ يقدّم الكاتب صورة صحيحة لواقع بلد رزح تحت نير الحرب و عبثت به الأيدي و خانته الضمائر من الداخل و الخارج ،
يكشف لك الأوراق جميعها، كيف في ظل ظروف القهر و الجوع يمكن أن يأكل الجار جاره و يستغل الصديق صديقه ، عن حظك و أنت تكسب نفَساً إضافياً كل لحظة تمرّ إذ ( لا أحد يرغب بالموت دون أن يفهم لماذا يموت و إلى أين يتجه بعد الموت )،
- عن الأقنعة التي تسقط لتجد أنك بعد سنين من القرب و معرفة الآخر أنت فعلياً لم تكن تعرفه!!
عن الشائعات و الخرافات التي قد تصدقها أو تروّجها في زمن فيه كل شيء ممكن أن يحدث !
عن الأكاذيب و لربما التي كنا نعدّها حقائق نؤمن بها و نؤيدها و ندافع عنها و إذ بها ليست إلا أكاذيب واهية !!
كذلك تلك الأصوات التي تتعالى و لكل مبرره و داعميه أحدهم باسم الرّب و الآخر باسم الوطن و غيره باسم الحق و المصلحة و غيرهم
( أنا
الردّ و الجواب أنا مخلّص و منتظَر و مرغوب به و مأمول بصورة ما)
· يعرض الكاتب عن طريق الصحفي محمود السوادي نظرية (العدالات الثلاث) التي لابد أن تتحقق إحداها و هي : عدالة السماء- عدالة القانون- عدالة الشارع و بين هذه العدالات تتقلب أحوال الشخصيات و تتغير مصائرهم و تتداخل
( ليس هناك أبرياء أنقياء بشكل كامل، و لا مجرمين كاملين، إن كل شخص فينا
لديه نسبة من الإجرام تقابل نسبة معينة من البراءة).
· الرواية تتمتع بتكثيف مثير و أسلوب شائق و حبكة ممتازة ، يبهرك الاستغراق في التفاصيل للشخصيات الرئيسية و الثانوية و الأماكن و الأحداث و ما على هامش الموقف والتي أحياناً تشعر أنك لا تحتاجها
لكن قد تكون محاولة من الكاتب أن يريك الصورة كاملة بأدق تفاصيلها و أن يضمن وجودك داخل الحدث،
أيضاً مما لم يَرُقْ لي رائحة المشروبات الكحولية و العرق التي تفوح من ثلاثة أرباع شخصيات الرواية إن لم يكن كلها و التي تشعرك بالدّوار و أنت تقرأ و كأنها ركن أساسي لبناء الأحداث !
نقطة أخرى هي استخدام الكاتب لبعض الكلمات و كثير من
الحوارات باللغة العامية و التي لا تعتبر ضرورة أو أنه ليس لها بديل بالفصحى إضافة
لبعض الألفاظ النابية و المشاهد المثيرة للاشمئزاز و الممكن أيضاً الاستغناء عنها
أو استبدالها.
( معركة الدفاع عن الحياة هي المعركة الوحيدة التي تستحق أن يخوضها الإنسان في هذه الحياة )