اسم الكتاب : وصايا
اسم الكاتب : محمد الرطيان
عدد الصفحات : 126
كان لقمان
حكيماً ، و كان الشريف الحجازي
شاعراً ، و كان جاكسون براون
بسيطاً سهلاً ...
و أنا حاولت
عبر هذه الوصايا أن أكون بحكمة لقمان و شاعرية الشريف و بساطة براون و هم يوصون
أبناءهم كلٌ على طريقته .
ثلاثة آباء
ينتمون إلى أعراق مختلفة و أديان مختلفة و ولدوا في أزمنة مختلفة .
هكذا قدّم
الكاتب و الأديب الصحفي السعودي محمد الرطيان لكتابه ( وصايا ) الصادر عام
2012م ، الذي قدم فيه نصائح لابنه ،
مؤكداً على أنها وَصايا و ليست وِصاية ، و اخترت لكم منها : " كن منظماً و
أحسِن إدارة وقتك كما يجب ، لاتجعل اليوم يمضي دون أن تفعل شيئاً مفيداً ، دع
الكسالى ينظرون إليك و يظنون أن يومك 36 ساعة "
"
سأكبر ذات يوم ..كن عصاي التي أتكئ عليها
"
" و لقمان
بن ياعور _ يا ولدي _ هو من ذكره رب العزة و الجلال في كتابه الكريم قائلاً عنه
سبحانه ( و لقد آتينا لقمان الحكمة ) فاشتهر في كتب التاريخ ، و في ذاكرة كل
مؤمن بـ " لقمان الحكيم " و
تقول الكتب أنه كان عبداً أسوداً يباع و يشترى وُلد و عاش في بلاد النوبة في أسوان
بمصر عمل نجاراً و رعى الغنم ، و قيل كذلك أنه عمل خياطاً و هناك من يقول إن له
صلة قرابة بأيوب : ابن أخته أو ابن خالته " .
هذا التعريف
المبسط الذي أورده الكاتب عن أول من استقى منهم وصاياه لابنه ثم أردف ببعض وصايا
لقمان و خيرها ما جاء في القرآن الكريم ، انتقل بعدها لجملة أخرى من الـ وَصايا
و ليست وِصاية كمثل :
( أؤمن أن الله
عدل ، أؤمن أن كل إنسان لديه موهبة ما ..
الفرق بين واضح الموهبة و غيره : أنه فتّش عن موهبته و وجدها و احتفى بها .
فتّشْ عن
موهبتك الخفية ..في البداية لن يراها سواك ، عندما تجيد التعامل معها سيراها
الجميع ).
إن تعسر معك
أمر لا تنزعج و قل لعله خير .. فها هو الكاتب يحاول محاولات حثيثة ليدخل الإنترنت
لتفقد بريده و مواقعه فلم يفلح فما كان منه إلا أن ذهب لتفقد جهازه و ما تحتويه
مستنداته مما لا يذكره و تكاد تنفجر منه ،
فإذا به يقع بين يديه كتاب PDF ( إرشادات الحياة القصيرة ) لـ جاكسون براون فقضى ساعات يقرؤه
مستمتعاً .
جاكسون براون (
الملهِم الثاني للكاتب ).. ذاك المواطن
الأمريكي البسيط وجد أن ابنه ( آدم ) قد
كبر و حان موعد سفره إلى الجامعة لينفصل بذلك عن أبويه بعد سنوات من الرعاية و
الاهتمام , سيواجه الحياة لوحده ، فما كان من ذلك
الأب المحب الرحيم إلا أن أخذ قلمه
و بضعة أوراق بيضاء ليكتب بعض النصائح التي اعتقد أنها ستنفع ابنه في حياته
الجديدة ، و لم تَكَد هذه الأوراق القليلة أن أصبحت مئات الأوراق ، و تلك
الإرشادات العدّة مئات حتى وصلت إلى 1560 إرشاداً و نصيحة و وصية ، و كانت النتيجة
كتاباً من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم و تُرجم إلى 28 لغة .
بعد اقتباس
الكاتب لبعض إرشادات جاكسون براون لابنه يوصي بدوره هو ابنه فيقول :
·
احترم
القانون المتفق عليه .. و لو لم تكن مقتنعاً به
.
·
لاتكن
من الذين يكتفون بستر أنفسهم بالملابس فقط ! هؤلاء عراة دون أن يشعروا
·
لاتظن
أن الجمال ميزة _ فقط _ في الأشياء التي تراها أمامك بل الجمال أيضاً ميزة
فيك جعلتك ترى الأشياء بشكل مختلف .
·
لاتغيّر
من لهجتك لكي ترضي مستمعيك .. فقد تخسر الاثنين : لهجتك و رضاهم
·
عندما
تُصاب بلحظة غرور تذكر أن فايروساً صغيراً لايرى بالعين المجردة يستطيع أن يطرحك
أرضاً و يجعلك تتأوه لمدة أسبوع في فراشك ... و أحياناً يقتلك .
" الانتصارات تمنحك البهجة و الهزائم تمنحك
الحكمة " مقولة للكاتب انطبقت تماماً
على شخصيته الثالثة الملهمة ( الشريف
بركات ) : رجل من شمال شرقي مكة حاصره ظلام الانكسارات حتى رأى ضوء الحكمة فجمع وصاياه الحكيمة في
قصيدة لابنه (مالك ) حفظتها الذاكرة الشعبية
و تناولت أموراً حياتية مهمة منها :
تربية الأبناء – رد المعروف – حفظ اللسان – إكرام الضيف – التعامل مع
الصديق و العدو – اختيار الصديق – الرضا بالقدر – بُعد النظر ) و قد أوصى الكاتب
بدوره ابنه بقراءتها و حفظها.
·
لن
تكون الوصية الأخيرة : هكذا ختم الكاتب وصاياه لابنه بعد أن نثر له في كل درب من
دروب الحياة زهرة و نوراً " سيطِر على عقلك ولا تعتقله ولا تجعله يسيطر عليك
، و تذكّر : كل فكرة لا تؤدي بك إلى الله هي فكرة مشبوهة ..أو ناقصة " .