اسم الكتاب : مرداد
اسم المؤلف : ميخائيل نعيمه
عدد الصفحات : 327
كتاب مرداد منارة و ميناء للتوّاقين إلى التغلب أما غير
التواقين فليحذروه !
يقدم الكاتب اللبناني ميخائيل نعيمه قمة فكره و ملخّص رؤيته في الحياة في كتابه ( مرداد) الذي صُنِّف بين الكلاسيكيات الدينية العظيمة في القرن العشرين ، هو كتاب فلسفي ديني صوفي ، ينطلق من قصة طوفان نوح و الفُلك و انتقال تعاليم نوح لذريته ،
ثم سلسلة من الحوارات بين مرداد
و تلاميذه وقيامه بمسيرة التصحيح التي ينتهجها للعودة بهم إلى الطريق المستقيم و
الفهم القويم ، و نبذ ما اعترى الأرواح و الأعراف من تشوهات و انحرافات و كأنه
مجدد يدعو لفُلك جديدة و طوفان آخر .
يناقش الكتاب موضوعات متعددة و يطرح قضايا مهمة ، كما يعرض الكثير من القيم و المفاهيم ، و ينتقد المذهب و الطقوس الدينية الفارغة ، يقدم نظرة شمولية للحياة و متفردة ،
يُظهر عظمة الإنسان باعتباره نتيجة خالق عظيم ، جميل أن تجد نفسك أحياناً ترفض بعضاً من طرحه لكن الأجمل أنك ستتفق مع أغلبه ، الكتاب ممتع لأقصى درجة و يستحق القراءة مرات و مرات ، يمكنك أن تجعله رفيقاً إن كنت طالباً روحياً .
اعتلى الكاتب قمة الإبداع برأيي في هذا الكتاب بفكره و أسلوبه و هذا النسيج المتكامل للرواية ، حاول أن يخلق لدى القارئ ثورة على الموروث أو على الأقل جعله يرى بوضوح و اتساع أكبر ليترك له الخيار في اتخاذ القرار في التغيير و المسير .
" إذا شئتم هتك الحُجُب فعليكم بعينٍ غير المسلحة بالأهداب و الجفون، و المظللة بالحواجب "
يتشارك الكتاب في كثير من طرحه مع ما يطرحه رواد التنمية البشرية أيضاً
تجدها كذلك مترابطة مع الدين مثلاً: " ذروا الأشياء على حالها و لا تحاولوا
أن تغيروها فهي ما كانت على ماهي إلا لأنكم على ما أنتم " هنا يحضرني قول الله عز و جل : ( إن الله لا
يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
" إن وراء كل هدف تخطئونه هدفاً آخر تدركونه، و هو الأصلح لكم و الأهم .فلا تجدنَّ الخيبة إلى قلوبكم سبيلاً "
التقبل
– الرضا – التسليم – خيرة الله و تدبيره
( عسى أن
تكرهوا شيئاً و هو خير لكم ) ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ) ( يدبر الأمر )
" لكم في كل حجر عثرة نذير، اقرأوا ما يقوله النذير و افهموه و إذ ذاك فكل حجر عثرة ينقلب مشكاة "
للمشاكل رسالة فافهمها و اقلب محنتك إلى منحة .
" صلّوا من أجل خير جميع المخلوقات، فكل ما كان خيراً لأي المخلوقات
كان خيراً لكم كذلك، و كل ما كان شراً لأي المخلوقات كان شراً لكم كذلك"
الكون مترابط بكل ما فيه و كل ما تعطيه ستحصل عليه ستؤثر و تتأثر .
" المحبة ناموس الله " " في رحاب
القلب مفتاح لكل باب "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق