السبت، 25 يونيو 2022

الأرض في القرآن الكريم

 

الأرض في القرآن الكريم



اسم الكتاب : الأرض في القرآن الكريم 

اسم الكاتب : الدكتور زغلول راغب محمد النجار

عدد الصفحات 626


أنهيت منه حتى ص 216  


د. زغلول النجار : وُلد في قرية مشال مركز بسيون بمحافظة الغربية في 17 نوفمبر عام 1933 تعلم القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده أحد رجال التعليم البارزين ، تخرج من جامعة  القاهرة عام 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف ، حصل على الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز/بريطانيا عام 1963م .


يُستفتح الكتاب بنبذة تعريفية عن الدكتور زغلول النجار تجعلك تصل حدّ السماء فخراً بهكذا قامة عربية علمية في عصرنا الحالي .


ثم تأتي مقدمة من الكاتب نفسه يتحدث فيها عن ولادة هذا الكتاب و التدبير الإلهي الجميل لذلك و لمحة عن الإعجاز العلمي و ضوابطه و الرد على بعض الحجج الرافضة له ، يقتدي بقوله صلى الله عليه و سلم : " أعربوا القرآن و التمسوا غرائبه "  و يقصد بذلك معرفة معانيه و التماس غرائبه أي فهم ما غمض من معانيه على قارئه و يتجلى ذلك أكثر في الآيات الكونية التي تتسع دلالاتها باستمرار باتساع دائرة المعرفة الإنسانية جيلاً بعد جيل ، و تشكل هذه الآيات سدس مجموع آيات القرآن الكريم  .


يبدأ الدكتور زغلول في الباب الثاني في فك البرمجات و المعتقدات الخاطئة التي قد تكون اكتسبتها أو سمعت بها عن الإعجاز العلمي و مواقف المفسرين من الآيات الكونية في القرآن الكريم ، فمنهم المضيّقون و الموسعون و المعتدلون ، 

ناقش د. النجار مبررات و حجج و آراء كل فريق بالبراهين و الآيات و الكلام المنطقي فيقول : << الإشارات الكونية كلها حق ، و كانت كلها منسجمة مع قوانين الله و سننه في الكون و ثابتة في دلالاتها – مهما اتسعت دائرة المعرفة الإنسانية – فلا تعارض و لا تناقض و لا اضطراب  و صدق الله العظيم القائل " و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً"  >>


يتناول د. النجار في الباب الثالث من الكتاب قضية الإعجاز العلمي و ضوابطها المتمثلة في سبعة عشر (17) ضابطاً منها }  -عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة كالذات الإلهية و الملائكة و الجن .. – فهم أسباب النزول – توظيف الحقائق العلمية القاطعة { 

ثم مبررات الاهتمام بهذه القضية ومن أهمها : - إن الدعوة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم و في السنة النبوية هو الوسيلة المناسبة لأهل عصرنا عصر العلم و التقنية .

ثم يبدأ في الباب الرابع عرض آيات الأرض في القرآن الكريم شارحاً إياها تفسيراً و إعجازاً مدعماً بالصور و بأسلوب سهل واضح .


قال تعالى " الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور "  سورة الأنعام (1)

من الدلالات العلمية لهذه الآية و التي تدل بدورها على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة و المستوجبة للحمد : 

1- إدراك حقيقة توسع الكون في مطلع القرن العشرين و أنه بدأ من نقطة متناهية الضآلة في الحجم و متناهية الضخامة في كم المادة و الطاقة ثم انفجرت فتحولت إلى سحابة من الدخان الذي خُلقت منه السموات و الأرض .

2- خلق الظلمات و النور و هنا يعرض الكاتب 5 أنواع من الظلمات و يختم بقوله : " فجمعَ – أي الله - الظلمات لتعددها و سيادتها في الكون ، و أفرد النور لخصوصيته و محدوديته في الوجود و عدم تعدده و هي حقائق لم تُدرك إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين . 

 قال تعالى : " و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس " 

نواة ذرة الحديد هي أشد نوى العناصر تماسكاً 

يُدهشك ما يعرضه د. النجار حول هذه الآية من شرح و إعجاز و ما اكتشفه العلم حول هذا الأمر كمثل : ( إن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أُنزل إليها من السماء و هي حقيقة لم يتوصل العلماء إلى فهمها إلا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين و قد جاء ذكرها في سورة الحديد و لا يمكن لعاقل أن يتصور مصدراً لهذه الحقيقة الكونية في القرآن الكريم غير الله الخالق منذ أربعة عشر قرناً ) 


قال تعالى : ( و الأرض بعد ذلك دحاها   أخرج منها ماءها و مرعاها )

يناقش د. النجار دحو الأرض في العلوم الكونية من ناحيتين : 

- الأولى  : دحو الأرض بمعنى إخراج كل من ماء الأرض و غلافها الغازي من داخلها حيث تساهم البراكين و الأبخرة الصاعدة من فوهاتها في تكوين الغلاف الغازي للأرض كذلك الصهارة الصخرية في نطاق الضعف الأرضي هي مصدر مياه و غازات الأرض ، و تحدث عن دورة الماء حول الأرض و توزيعه بالشكل الذي يحفظ الحياة على هذا الكوكب و يحقق التوازن الحراري على سطحه .

- الثانية : دحو الأرض بمعنى إخراج ثاني أكسيد الكربون من داخلها : ثبت أن أكثر الغازات اندفاعاًمن فوهات البراكين بعد بخار الماء هو ثاني أكسيد الكربون الغاز الأساس في التمثيل الضوئي و بالتالي إنبات النبات و إخراج المرعى .

- قال تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) 

من الدلالات العلمية لإنقاص الأرض من أطرافها و التي أثبتها العلم و شرحها الدكتور بتفصيل جميل :

1- إنقاص الأرض من أطرافها بمعنى انكماشها على ذاتها و تناقص حجمها باستمرار .

2- إنقاص الأرض من أطرافها بمعنى تفلطحها قليلاً عند القطبين و انبعاجها قليلاً عند خط الاستواء .

3- إنقاص الأرض من أطرافها بمعنى اندفاع قيعان المحيطات تحت القارات و انصهارها و ذلك بفعل تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض .

4- إنقاصها بمعنى أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات السامقة و إلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح الأرض حتى تتم تسوية سطحها .

5- إنقاصها بمعنى طغيان مياه البحار و المحيطات على اليابسة .

6- إنقاصها بمعنى التصحر  .


قال تعالى " و الأرض ذات الصدع " 

الصدع علمياً هو كسر في الأرض تتحرك الأرض على جانبي مستواه حركة أفقية أو رأسية أو مائلة ، و لولا خاصية الانصداع في التربة عند نزول الماء عليها أو ريّها ما أنبتت الأرض على الإطلاق ، و لهذا التصدع ثلاثة أبعاد كل منها له أهميته في تهيئة الأرض للعمران .

قال عز و جل " و البحر المسجور "  

البحر المسجور في منظور العلم الحديث يعني : - المملوء بالماء و المكفوف عن اليابسة.

- بمعنى القائم على قاع أحمَتْه الصهارة الصخرية المندفعة من داخل الأرض فجعلته شديد الحرارة .

و قد ثبت لكل العلماء الأرض و البحار أن كمّ المياه في الأحواض العملاقة على ضخامته لا يستطيع إطفاء جذوة تلك الطفوح من الصهارة الصخرية المندفعة من داخل الأرض إطفاء كاملاً و أن هذه الجذوة على شدة حرارتها – أكثر من ألف درجة – لا تستطيع أن تبخر هذا الماء بالكامل .

كل هذه الحقائق لم يدركها الإنسان إلا في نهايات القرن العشرين بينما أخبرنا عنه الله عز و جل منذ أكثر من ألف و اربعمائة عام  .



رهيف السريحيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حديث الصباح

اسم الكتاب : حديث الصباح اسم الكاتب : أدهم شرقاوي عدد الصفحات 348 الكتاب عبارة عن نصوص بحيث لكل نص عنوانه الخاص و فكرته المتعلقة به  ولا...