اسم الكتاب : الأرض في القرآن الكريم
اسم الكاتب : الدكتور زغلول راغب محمد النجار
عدد الصفحات 626
أنهيت منه حتى ص 216
د. زغلول النجار : وُلد في قرية مشال مركز بسيون بمحافظة الغربية في 17 نوفمبر عام 1933 تعلم القرآن الكريم منذ الصغر على يد والده أحد رجال التعليم البارزين ، تخرج من جامعة القاهرة عام 1955م حاصلاً على درجة بكالوريوس العلوم بمرتبة الشرف ، حصل على الدكتوراه في علوم الأرض من جامعة ويلز/بريطانيا عام 1963م .
يُستفتح الكتاب بنبذة تعريفية عن الدكتور زغلول النجار تجعلك تصل حدّ السماء فخراً بهكذا قامة عربية علمية في عصرنا الحالي .
ثم تأتي مقدمة من الكاتب نفسه يتحدث فيها عن ولادة هذا الكتاب و التدبير الإلهي الجميل لذلك و لمحة عن الإعجاز العلمي و ضوابطه و الرد على بعض الحجج الرافضة له ، يقتدي بقوله صلى الله عليه و سلم : " أعربوا القرآن و التمسوا غرائبه " و يقصد بذلك معرفة معانيه و التماس غرائبه أي فهم ما غمض من معانيه على قارئه و يتجلى ذلك أكثر في الآيات الكونية التي تتسع دلالاتها باستمرار باتساع دائرة المعرفة الإنسانية جيلاً بعد جيل ، و تشكل هذه الآيات سدس مجموع آيات القرآن الكريم .
يبدأ الدكتور زغلول في الباب الثاني في فك البرمجات و المعتقدات الخاطئة التي قد تكون اكتسبتها أو سمعت بها عن الإعجاز العلمي و مواقف المفسرين من الآيات الكونية في القرآن الكريم ، فمنهم المضيّقون و الموسعون و المعتدلون ،
ناقش د. النجار مبررات و حجج و آراء كل فريق بالبراهين و الآيات و الكلام المنطقي فيقول : << الإشارات الكونية كلها حق ، و كانت كلها منسجمة مع قوانين الله و سننه في الكون و ثابتة في دلالاتها – مهما اتسعت دائرة المعرفة الإنسانية – فلا تعارض و لا تناقض و لا اضطراب و صدق الله العظيم القائل " و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" >>
يتناول د. النجار في الباب الثالث من الكتاب قضية الإعجاز العلمي و ضوابطها المتمثلة في سبعة عشر (17) ضابطاً منها } -عدم الخوض في القضايا الغيبية غيبة مطلقة كالذات الإلهية و الملائكة و الجن .. – فهم أسباب النزول – توظيف الحقائق العلمية القاطعة {
ثم مبررات الاهتمام بهذه القضية ومن أهمها : - إن الدعوة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم و في السنة النبوية هو الوسيلة المناسبة لأهل عصرنا عصر العلم و التقنية .
ثم يبدأ في الباب الرابع عرض آيات الأرض في القرآن الكريم شارحاً إياها تفسيراً و إعجازاً مدعماً بالصور و بأسلوب سهل واضح .
قال تعالى " الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور " سورة الأنعام (1)
من الدلالات العلمية لهذه الآية و التي تدل بدورها على طلاقة القدرة الإلهية المبدعة و المستوجبة للحمد :
1- إدراك حقيقة توسع الكون في مطلع القرن العشرين و أنه بدأ من نقطة متناهية الضآلة في الحجم و متناهية الضخامة في كم المادة و الطاقة ثم انفجرت فتحولت إلى سحابة من الدخان الذي خُلقت منه السموات و الأرض .
2- خلق الظلمات و النور و هنا يعرض الكاتب 5 أنواع من الظلمات و يختم بقوله : " فجمعَ – أي الله - الظلمات لتعددها و سيادتها في الكون ، و أفرد النور لخصوصيته و محدوديته في الوجود و عدم تعدده و هي حقائق لم تُدرك إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين .
قال تعالى : " و أنزلنا الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس "
نواة ذرة الحديد هي أشد نوى العناصر تماسكاً
يُدهشك ما يعرضه د. النجار حول هذه الآية من شرح و إعجاز و ما اكتشفه العلم حول هذا الأمر كمثل : ( إن الحديد في مجموعتنا الشمسية كلها قد أُنزل إليها من السماء و هي حقيقة لم يتوصل العلماء إلى فهمها إلا في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين و قد جاء ذكرها في سورة الحديد و لا يمكن لعاقل أن يتصور مصدراً لهذه الحقيقة الكونية في القرآن الكريم غير الله الخالق منذ أربعة عشر قرناً )
قال تعالى : ( و الأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها و مرعاها )
يناقش د. النجار دحو الأرض في العلوم الكونية من ناحيتين :
- الأولى : دحو الأرض بمعنى إخراج كل من ماء الأرض و غلافها الغازي من داخلها حيث تساهم البراكين و الأبخرة الصاعدة من فوهاتها في تكوين الغلاف الغازي للأرض كذلك الصهارة الصخرية في نطاق الضعف الأرضي هي مصدر مياه و غازات الأرض ، و تحدث عن دورة الماء حول الأرض و توزيعه بالشكل الذي يحفظ الحياة على هذا الكوكب و يحقق التوازن الحراري على سطحه .
- الثانية : دحو الأرض بمعنى إخراج ثاني أكسيد الكربون من داخلها : ثبت أن أكثر الغازات اندفاعاًمن فوهات البراكين بعد بخار الماء هو ثاني أكسيد الكربون الغاز الأساس في التمثيل الضوئي و بالتالي إنبات النبات و إخراج المرعى .
- قال تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها )
من الدلالات العلمية لإنقاص الأرض من أطرافها و التي أثبتها العلم و شرحها الدكتور بتفصيل جميل :
1- إنقاص الأرض من أطرافها بمعنى انكماشها على ذاتها و تناقص حجمها باستمرار .
2- إنقاص الأرض من أطرافها بمعنى تفلطحها قليلاً عند القطبين و انبعاجها قليلاً عند خط الاستواء .
3- إنقاص الأرض من أطرافها بمعنى اندفاع قيعان المحيطات تحت القارات و انصهارها و ذلك بفعل تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض .
4- إنقاصها بمعنى أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات السامقة و إلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح الأرض حتى تتم تسوية سطحها .
5- إنقاصها بمعنى طغيان مياه البحار و المحيطات على اليابسة .
6- إنقاصها بمعنى التصحر .
قال تعالى " و الأرض ذات الصدع "
الصدع علمياً هو كسر في الأرض تتحرك الأرض على جانبي مستواه حركة أفقية أو رأسية أو مائلة ، و لولا خاصية الانصداع في التربة عند نزول الماء عليها أو ريّها ما أنبتت الأرض على الإطلاق ، و لهذا التصدع ثلاثة أبعاد كل منها له أهميته في تهيئة الأرض للعمران .
• قال عز و جل " و البحر المسجور "
البحر المسجور في منظور العلم الحديث يعني : - المملوء بالماء و المكفوف عن اليابسة.
- بمعنى القائم على قاع أحمَتْه الصهارة الصخرية المندفعة من داخل الأرض فجعلته شديد الحرارة .
و قد ثبت لكل العلماء الأرض و البحار أن كمّ المياه في الأحواض العملاقة على ضخامته لا يستطيع إطفاء جذوة تلك الطفوح من الصهارة الصخرية المندفعة من داخل الأرض إطفاء كاملاً و أن هذه الجذوة على شدة حرارتها – أكثر من ألف درجة – لا تستطيع أن تبخر هذا الماء بالكامل .
• كل هذه الحقائق لم يدركها الإنسان إلا في نهايات القرن العشرين بينما أخبرنا عنه الله عز و جل منذ أكثر من ألف و اربعمائة عام .