اسم الكتاب : أنا و أخواتها
اسم الكاتب : د. سلمان العودة
عدد الصفحات 371
أنا و أخواتها : رحلة في أسرار
الذات كما وضع له الكاتب هذه الجملة
التعريفية في
بدايته أنشأ فيها رغبة و تشويقاً لهذه الرحلة و التعرف على تلك
الأسرار .
كتاب أشبه ببحر تغوص فيه
فتكتشف من العجائب و تجد من اللآلئ ما يفوق تصورك و يأخذ بمجامع قلبك .
· الوعي يذيب الأنا لكنه يحفظها
· في الوعي يعرف الإنسان نفسه و
يدرك عيوبه و غباءه و سطحيته و يدرك كرامته و مسؤوليته .
· في الوعي يرى الإنسان نفسه من
الأعلى و يوجهها كالأم الحنون .
هل تساءلتَ يوماً لماذا ينتحر
بعض الفنانين و الكوميديين ممن توفر لهم المال و الشهرة و كل ما تتمنى أن يكون لديك ؟؟!
هو الدور التمثيلي الذي انتهى
بهم لذلك و سقوط القناع لتتكشف حقيقة تعاستهم ، فراغهم ، و كثير منا يمثل في
الحياة اليوم دوراً و ربما أكثر من دور
مثل : دور المحارب المجادل عن الحقيقة بينما الدافع الحقيقي ( أنا موجود )
الأم التي تضرب طفلها على فعل
بريء تمثل الدور التربوي
تمثيل النسيان
دور الضحية المضطهدة
أن تقوم بما هو مطلوب منك في أي موقف دون أن يصحب ذلك (دور) فهو درس مهم في فن العيش الضروري
كلما كان الإنسان عفوياً كلما كان أكثر محاكاة
لذاته
عندما يفقد المرء الإحساس
بذاته و أهميته لن يكون منجزاً و لا ناجحاً و لن يكون من الأحياء .
وما كل ( أنا ) متَّهَمة أو
ضارة !
مشاهير و لكن !!
أن تكون شهيراً هو أمر محفوف
بالمخاطر و التبعات إذ يقول الكاتب
:المشاهير لا وقت لديهم لعلاقات جادة و عميقة و علاقاتهم السابقة ستتضرر هم
يشتغلون على المجاملة و كسب أتباعهم بطريقة سريعة و هم غير مهتمين بهم على الإطلاق
بل مهتمون بأنفسهم و تعزيز ذواتهم ، و يبحثون عما يجعلهم أكثر أهمية .
تتضخم (( الأنا )) عند المشهور
، و يطيل الحديث عم إنجازاته ،و يتحايل ليمرر رسائل عن أهميته .
ليس كل المشاهير كـ الشعراوي
في عفويتهم وبساطتهم
ليس كل المشاهير يعترفون
بأخطائهم كـ ابن تيمية
الشهرة تجعلنا نتمحور حول
ذواتنا و نقيس الآخرين بقدر ما يقدمون لنا أو يتعاملون معنا .
الشهرة كالمال و المنصب يجب
ألاتكون غاية بذاتها ، و ألا تصرف الإنسان عن ذاته و حقيقته .
هل قرأت في التاريخ ؟ هل تعلم
أن هناك تاريخاً لم يُكتب ؟!! و أحداثاً ضخمة تمثل انفجاراً مدوياً في البشرية لم
تُذكر ؟!!
ستعرف عن ذلك في هذا الكتاب ..
µ الموت يجعلنا نصرّ على تجاوز التوافه و الحماقات و العداوات
الشخصية و نتّجه صوب ثلاثة مقاصد :
1- ما الذي يجعلنا نعيش حياتنا
سعداء منتجين ؟
2- ما
الذي سيقوله الناس عنا بعد الموت ؟ و ما الإلهام الذي سيجدونه في سيَرنا و في
أشخاصنا ؟
3- ما
الذي سنجده في الدار الآخرة من الأعمال الصالحة ؟
* هل أنت موهوب ؟ هل أنت ناجح ؟
النجاح
هو : * توظيف الطاقات و المواهب * التطوير و التصحيح
*
التوافق النفسي و الاجتماعي
أما
ما حكاه الكاتب عن نعيم الخيال و جحيمه فغاية في الروعة .
هل
تعرضت لمشكلة استعصت على الحل ، ثم في لحظة غير متوقعة و على حين غفلة من تفكيرك
قَدَح لك الحل و استبصرت الطريق ؟!!
هذا
ما يسميه الكاتب بالإلهام : " الإلهام " موهبة نفسية ترسم الحل ، و تنير الطريق ، و
القلم هو البندقية التي تصيد هذه الطريدة السانحة ، الفكرة الملهمة الجديدة و
الكاشفة التي تهاجمك على غير ترقب و دون انتظار نوع من الحدس و الاستبصار العميق و
القراءة الخفية .
دع الأمل يعمر قلبك و لو لم
ترَ الضوء .
& ينتقل الكاتب بك
بكل سلاسة و توافقية من الإلهام إلى الحلم فهل لديك أحلاماً تريد أن تحققها ؟
فاسمع
ما يقول : الهدف حلم مؤقت له مدة ينتهي
إليها ، أما الحلم فهو شوق دائم متصل
بنبض
القلب و خفق الروح و تطلع العقل و سبح الخيال .
الحلم
نقلة من ضيق اللحظة إلى سعة المستقبل، من الإحباط إلى الأمل و التفاؤل ، من الخوف
إلى الرجاء و التطلع .
اربط
حلمك بالله...
فالإيمان
ليس جبرية عمياء ، ولا استسلاماً و لا جحوداً للطاقة الإنسانية الهائلة، و ليس بكاء على الأطلال ، ولا جزعاً
من تغيرات الأحوال ، إنه اليقين بأن الخير حيث يضعك الله ، و أنك كل يوم تنشئ
حلماً جديداً ، و أملاً جديداً ، و نجاحاً جديداً .
مالم
تمتلك القدرة على الحلم فلن تفعل شيئاً .
هل
أحببت يوماً ؟!
كيف
كان هذا الحب ؟ كيف بدأ ؟ و هل انتهى ؟ ما
شروطه ؟
يتناول
الكاتب في هذه الصفحات القيمة الأسمى في الوجود
و هي ( الحب ) فيعرض معانيه الجميلة و ارتباطاته المتعددة حتى لتجد طاقة
الحب تسري بداخلك لأجل الحب .
"
الحب مستعد للانحناء في كل وقت ، و ليس كذلك الأنا "
"
الحب يفرح بالعطاء ، أما الأنا تفرح بالأخذ "
"
الحب يمنح الراحة ، أما الأنا فتعطي المتاعب "
"
الحب يفوق المورفين في تخفيف الآلام "
ثم
ينتقل بسلاسة إلى أحد روابط الحب و هو ( العمل ) لتشعر بالحماسة و الرغبة فيه و
تعي أهميته و سمو معناه في الحياة .
هل
جربت العلاج بالمعنى ؟
هي
نظرية قال بها الفيلسوف ( فيكتور فرانكل ) رسم من خلالها خطة الإبقاء على
احترام الذات في تجربته المؤلمة في سجون
النازية ،إذ وجد أن حياته تستحق أن تعاش
.. إنها الشجاعة و الثقة في مواجهة الألم.
و
هنا قد تُسحق الأنا بين سطوة طغيان سلطوي أو عادات اجتماعية حاكمة أو ممارسة
رقابية مفرطة من الأهل و بين مطالب فطرية و مشروعة .
<
احترم نفسك > كلمة يقولها الآخر و يهمّ للإيقاع بك ، و بذا تحولت من لغة جميلة
صادقة إلى تهديد ، احترام النفس يعني احترام الإنسان ذاته ، هي كرامة إنسانية ،
يتنوع ما بين : - احترام العقول - احترام
العمل و الكفاءة – احترام وقتك و وقت الآخرين
-
احترام
خصوصيات الآخرين - الاحترام
الاجتماعي - احترام المسؤولية .
هل
تؤيد العفوية ؟ و هل أنت إنسان عفوي ؟
مما
أورده الكاتب عن ابن الأعرابي : " المعرفة كلها الاعتراف بالجهل ، و التصوف
كله ترك الفضول ، و الزهد كله أخذ ما لابد منه ، و المعاملة كلها استعمال الأَولى
فالأَولى ، و الرضا كله ترك الاعتراض ،و العافية كلها سقوط التكلف بلا تكلّف
"
كن
عفوياً ، و إياك أن تتكلف العفوية !
الصمت ليس ضعفاً، هو القوة الحقيقية في
مواجهة النفس ، ما يقوله الآخرون لا يضرك إلا إذا شئت .
ابنِ
داخلك مصنعاً لتدوير النفايات و حوّل الذم الذي يوجه إليك إلى منتج جديد تضيفه
لذاتك.
يختم
الكاتب قصص الأنا بمجموعة لا تقل أهمية عما سبقها و يؤكد على دور أخواتها في
حياتها ، فالشك و إن كان مطلوباً في بعض الحالات و المواقف إلا أنه مدمر في بعضها
الآخر لذلك لا تجعله يسيطر عليك و " إن ملامح الوجوه، و نبرات الصوت ،و سيماء
الشخوص، و ديمومة الوقت لهيَ آيات بيّنات تكشف حقائق النفوس و دوافعها و تبين
الصادق من الكاذب !
كذلك
الغيرة و تفاقمها حتى تصبح مرضاً يرهق صاحبه و من حوله و يعود بعواقب غير محمودة .
لماذا
تخاف ؟ لأن الخوف إحساس فطري !
الخوف
المعتدل محمود تتجلى فيه صفة الخالق المبدع في قهر الأشياء .
متى
يكون الخوف نقص ؟ عندما يكون نتيجة : جهل
- عجز
للخوف درجات و مراتب و قد شبّه ابن القيّم القلب
بالطائر ، الحب رأسه ، و الرجاء و الخوف جناحاه .
كما
تحدث عن ( الإدمان ) بأشكاله و أسبابه و أعراضه .
إلى
هنا تنتهي رحلتنا مع أنانا و أخواتها بكل متعتها و حقائقها و ما نفخر به فيها و ما
نخجل منه و ما نتقبله .
رهيف السريحيني