اسم الكتاب : ديوان النابغة الذبياني
الناشر
: المؤسسة العربية للطباعة و النشر
تحقيق و شرح: كرم البستاني
عدد الصفحات
: 135
النابغة الذبياني هو : زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، كنيته أبو أمامة ،
و لقبه النابغة و ذلك لنبوغه في الشعر و إكثاره منه .
هو أحد شعراء الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء ، كان عمر بن الخطاب
يعدّه أشعر العرب .
و النابغة شاعر بلاط تردد إلى قصور الملوك في العراق و الشام و مدحهم و أخذ جوائزهم ،
فهو أول مَن تكسّب بشعره فكثر ماله ، حظي عند أبي قابوس النعمان بن المنذر
ملك الحيرة فقرّبه إليه دون سائر الشعراء
و جعله في حاشيته ينادمه و يؤاكله في آنية من الفضة و الذهب .
نظم النابغة قصيدته الشهيرة في المتجردة زوج النعمان و وصف فيها ما لا يليق ذكره
فاتخذها الكارهون للنابغة حجة لإيغار صدر النعمان عليه ،
فخاف النابغة و هرب إلى قبيلته فاغتنم المغرضون فرصة غيابه
و نظموا على لسانه قصيدة هجو للنعمان و
أوصلوها إليه فأثاروا سخطه و زادوا من نقمته عليه .
كان النابغة بعدها دائم المدح للنعمان بن المنذر و يعتذر إليه في قصائده
و
يبرئ نفسه و سُمِّيت هذه القصائد ( الاعتذاريات) و هي من أجمل شعر النابغة .
و مما قاله معتذراً :
ما قلتُ من سيء مما أُتيتَ به
إذاً فلا رفعتْ سَوطي إلي يدي
إلا مقالة أقوامٍ شقيتُ بها كانت مقالتهم قرعاً على
الكبدِ
ها إنّ ذي عِذرةٌ إلا تكن نفعتْ فإنّ صاحبها مشاركُ النّكدِ
كان النابغة حكَم سوق عكاظ تُضرب له قبة من أدم و يأتيه الشعراء
فيعرضون
عليه أشعارهم فيحكم لأفضلهم بالجائزة التي كانت تقدمها قريش أو الغساسنة .
المرء يأمل أن يعيشَ و طول العيش قد يضرّهْ
تفنى بشاشته و يبقى بعد
حلو العيش مرّهْ
و تخونه الأيام حتى
لا يرى شيئاً يسرّهْ
كم شامتٍ بي إن هلكتُ و
قائلٍ : لله درّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق