قصة موت مُعلن

 

اسم الكتاب : قصة موت مُعلَن

اسم الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز

عدد الصفحات  116

ترجمة صالح علماني

 

غابرييل غارسيا ماركيز صاحب كتاب ( مئة عام من العزلة ) من مواليد شمال كولومبيا يحكي في هذا الكتاب على لسان  أحد أبناء القرية تفاصيل و ملابسات جريمة قتل لأحد شباب القرية ذي الأصول العربية من جهة الأب و يدعى ( سنتياغو نصار )  على يد شابين (الإخوة فيكاريو )  من أصدقائه.

تظهر مهارة الكاتب في التداخل الزمني الذي يرافق أحداث القصة إذ يبدأ معك من لحظات استيقاظ سنتياغو نصار قبل مقتله بساعة ثم يعود بك إلى ما قبل ولادته ثم ما بعد مقتله ب 23 عاماً و الليلة السابقة لمقتله و الدقائق الأخيرة قبل أن يلفظ أنفاسه و هكذا بشكل متداخل يزيد من التشويق و الربط بين أحداث القصة .

يختار الكاتب لقصته راوٍ يتولى إعادة فتح القضية أو التقصي عنها بشكل أوسع مما كان في وقتها و يقابل شخصياتها ممن بقي منهم بعد تلك السنين ليسألهم كيف و لماذا قُتل سنتياغو ، و يصف كل شخصيات القصة و يعرّف بهم .

الرواية كما يعبر عنها عنوانها ( قصة موت معلن ) تحكي قصة موت سنتياغو نصار، و إعلان النية عن قتله بوقت كافٍ للحيلولة دون حدوث هذه الجريمة ، التي عَلِمَ بالعزم عليها كل من في القرية تقريباً لكن أحداً لم يقم بفعل جازم لمنع تلك الفاجعة .

 إذ لم تكن سوى محاولات بائسة مشبعة بالخوف و الترقب و إرسال رسائل عبر أشخاص و تناقل أخبار و التأرجح بين مصدق لإمكانية إقدام الأخوين فيكاريو على ذلك أو عدمه، و يعرض الكاتب مابين إعلان قتل سنتياغو و تنفيذ قتله أحوال تلك الشخصيات و مبررات كل منها فيما فعلت و الأفكار و المشاعر التي كانت تسيطر عليها آنذاك ،

 و رغم محاولات جدية من البعض كصديق سنتياغو( كريستو بيدويا ) الذي ركض يبحث عنه من مكان إلى آخر لحمايته و إخباره بما ينتظره إلا أنه لم يتمكن من ذلك .

·       رغم بساطة القصة من حيث أنها سردية لكنها متكاملة العناصر مشوقة مترابطة مشوبة بالغموض ، جميلة رغم الحزن الذي يكتسيها و الألم المتمثل في ( قتل إنسان و زهق روح ) ،

تناقش القصة نقاطاً قليلة ذات أهمية عالية :

-         عدم التصرف قبل التأكد من صحة الخبر الذي تم نقله إليك و الدلائل عليه و خصوصاً من المنقول عنه أو المتهم . فقد تم قتل سنتياغو لسبب لم يجزم أحد بصحته و لم يستطع تأكيده ، و هنا يحضرني قول الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا "

-         إرادة القدر هي الحاكمة : إذ تظهر في وضع عراقيل أمام من حاول تنبيه سنتياغو و منع حدوث تلك الجريمة .

-         كلنا شركاء : رغم أن كل شخصية كان لها مبرراتها إلا أن الجميع بنظري كانوا يشتركون في قتل سنتياغو و لو الذي نفّذ ظاهرياً هما الأخوان فيكاريو . و بالتالي نحن في هذا العالم كلنا شركاء في كل ما يحدث فيه و مسؤولون عن ذلك .

رهيف السريحيني