رسائل الأحزان

اسم الكتاب : رسائل الأحزان في فلسفة الجمال و الحب

اسم الكاتب مصطفى صادق الرافعي

عدد الصفحات : 143

كتاب فلسفي

" رسائل الأحزان " لا لأنها من الحزن جاءت و لكن لأنها إلى الحزن انتهت ، ثم لأنها من لسان كان سِلْماً يترجم عن قلب كان حرباً ثم لأن التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة ، و كان كالحياة ماضياً نحو القبر ...

يحكي الكتاب عن صديق حميم  للرافعي غابت عنه أخباره و افتقده فترة من الزمن ثم جاءه منه خبر و رسالة في يوم ، و جعلت رسائل الصديق تترادف إلى الرافعي تقطر فيها نفسه كما ترسل السحابة المنتشرة قطرات انعقدت و انحلت ،

 يشرح له سبب غيابه و ما كان شاغله و فاعله في زمن الغياب ذاك ، إذ كان مسجوناً كما يقول في عينين ذابلتين أحاطت ألحاظها به كالسيوف وجعل بريقها يتخاطف معاني الحياة من روحه، قبل أن يخطف هذه الروح،  ثم جعلت نفسه في تلك الرسائل تنطوي على نأي حبيبته و اشتد عليه أمرها ثم اعتادها هاجرة و انقلب عنها بعد أن ملأت نفسه كما يقول في بعض رسائله " بمثل البحر ملحاً و مرارة ".

و فتاة هذه الرسائل سورية مسيحية تعرّف إليها الصديق في لبنان ثم قدمت مصر أشهراً فاتصل بها ثم ضرب الدهر بينهما و سافرت إلى حيث لا يدري بعد أن سافرت من قلبه .

  و مما جاء في هذه الرسائل :  الحب الروحي الصحيح إنما هو كالطفولة لاتعرف وجه الفتى إلا شبيهاً بوجه الفتاة فليس فيه تذكير و تأنيث بل حالة متشابهة كاخضرار الشجر تبعث عليها حين لا يجيء الحس فيها إلا من جهة القلب .

   الرسالة الثامنة :        دانٍ و ما يدنو بعيدٌ ما نأى     يا شّدَّ  ما يضني البعيدُ الداني

الرجولة و الضمير و الدم الكريم ثلاثة إذا اجتمعن في عاشق هلك بثلاث ...

   وما رأيت قلبي يلتمس لذة بعد  إيمانه إلا في ثلاث : الفكر الإنساني الذي يهبط في أدمغة الفلاسفة و الشعراء من أعلى السموات أو ينبع من أغوار النفس ، و الفكر الطبيعي الذي يملأ السماء و الأرض نوراً و ألواناً و جمالاً ، و الفكر الروحي الذي

يتلألأ لخيالي في عينيّ الحبيبة الجميلة .