أيام معه
اسم الكتاب : أيام معه
اسم الكاتب : كوليت خوري
عدد الصفحات 389
تثير الكاتبة في هذا الكتاب قضية قديمة جديدة وهي :
نظرة المجتمع الشرقي للمرأة و الحدود التي يرسمها لها ،
و
لا يسمح لها بتجاوزها مما توارثه من الأجداد من عادات و تقاليد، كانت في بعض
الأحيان أشد و أكثر حرمة من تعاليم الدين و ربما تخالفها ،
و ما يمنحه للرجل بالمقابل من حريات و سُلطات، قد تدفع
به إلى الاستبداد أو الاستهتار .
تطرقت الكاتبة أيضاً إلى مفاهيم حساسة و كيف تختلف فيها
الرؤى حسب ذاك المجتمع
كـ ( الشرف ) ، ( الحرية ) .
تصارع بطلة الرواية الألم و الفقد و تتأرجح بين رفضها
لهذا المجتمع و تفكيره المتخلف و الذي يضيّق عليها الخناق حتى من أقرب ذويها و بين
اعتناقها لهذا الفكر في اللاوعي لديها
حين تحب رجلاً حباً جنونياً لطالما ودّت لو تتلاشى
في ظله، و تضمحل بين ذراعيه أرادته حنوناً عطوفاً سنداً، فكان هدفاً لحياتها ربطت
به كل شيء من أفكارها و سعادتها و تعاستها و هواجسها و نجاحاتها وفشلها،
فكانت كلها تدور حوله ،رغم ما تملك من كل مقومات
النجاح و تحقيق الذات، فقد كانت شاعرة ، كاتبة ، ذكية ، ثرية ، فاتنة ، فتيّة
،
وبعد مجموعة من الأحداث و المواقف التي دارت بينها وبين
ذلك العاشق الفنان الشرقي ، الذي لم تستطع غربته في أوربا سبع سنين من أن
تنجح في إخفاء عُقَدِه من مجتمعه الشرقي ،
و نقمته عليه و حرمانه فكان يهرب لاشعورياً من
نفسه و يركض باحثاً عن وجوه جديدة ليحاول أن يبرهن أنه ليس محروماً، و رغم فهمه
لهذا الحرمان لم يفهم أن النبل و الكبرياء يقضيان بأن يكتم الإنسان جوعه و لو كان
خائراً.
بعد موقف كان فاصلاً و شؤون صغيرة، و كلمات مثيرة
و ذكريات مؤلمة ،تراكمت و تراكمت، و بين ما آل إليه حال البطلة و ما قررت أن يؤول
، استطاعت ريم (بطلة الرواية ) أن تتغلب على ألمها و فقدها ،
و تعلمت من تجربتها الكثير الذي جعلها أقوى فراحت تشق
طريقها نحو النجاح و تحقق ذاتها بما تملك و قد تغيرت نظرتها للأشياء فوجدت فيها
معانٍ جديدة فملأت كأسها برحيق الفن و وهبت حياتها للحرف .
" قد لا يكتمل الحب الكبير مالم يعرف الانهيار و النزاع و الخاتمة
"
ساشا جيتري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق